الخميس، 27 أغسطس 2015

أبتي الغالي.. لستُ مثلهم

لم أكتب عن أبي ذات يوم ولم أرثيه بأي شكل من الأشكال، فإيماني بربي يجعل يقيني بأنك حي في جنات عدن، ولم ابكيه رغم حنيني وشوقي، فهو من أطعمني العزة وأشربني الكرامة وعلمني الحرية، ورباني على الايمان واستبشر بي خيرا، رغم تلك الأيام القليلة التي عاشرته بها، إلا أنني لم أكن بوعي وإدراكي الكامل ربما، حينما لم أكمل ربيعي الحادي عشر.

ما علينا،، #يابا... ههههه طلعت حلوة ما أجملها و ما أرعها من كلمة، يااااه الي سنيييين ما خطرت ببالي ولا حكيتها، صحيح اني محروم من هيك كلمة، ومحروم من كثير أشياء، بس عوضتني بـ7 أسود كل واحد فيهم بمقامك،حتى زيد -أخي الأصغر- ما شاء الله عنه وبتعلم منه، بتعرف هو أحسن مني في الانجليزي وفي "الفطبل" وفي الطوش كمان وبكلشي تقريبا.

 ما بحس باليتم بين اخوتي فكل واحد فيهم بصول وبجول بتخصصه وهو أكتر واحد بكون متقن بعالمه، مش لأنهم اخواني بس لأنك ربيتهم، والناس لما تشوفنا بتحكي: "يلي خلف ما مات"، كنت بتمنى تربيني واكبر وانت موجود، وأصحى الصبح وأخد المصروف –أهم شي- وأبوس ايدك وراسك وأطلع على الجامعة، كل ما بتخطر ببالي بحس كم بحبك و بحترمك وبقدرك وبمزح معك، بس بصراحة مش متخيل المنظر!! ويمكن بتضربني وبتأدبني وبتبهدلني، أكيد منك حتكون حلوة، يا ريتك ترجع لتلعبني وتقرصني واركض على امي أبكي منك، ما بعرف كيف يلي عنده اب او ام مش مقدر هيك نعمة.

ما علينا.. يابا.. انا حابب احكيلك زي ما علمتني وزرعتني بذرة هيني كبرت، لا وشو ابنك الزغنون صار بهز الدولة، وبعكر العلاقات يا كبيييير، وخريج سجون كمان، بس بتهمة بترفع الراس لا تخاف، ما سرقت ولا زنيت ولا كفرت ولا شربت مخدرات ولا خمرة زي بعض ناس، وكنت شاويش الغرفة –قائد الغرفة- يلي انسجنت فيها، وعلمت المساجين الصلاة يلي علمتني اياها وأنا صغير، وخليتهم يصوموا كمان، يعيني في كتير امور بحكيلك ايها بعدين.

بعرف انك لو كنت موجود كان رفعت رابعة ورابعتين وعشرة كمان، حكولي الناس عنك ما بتتردد من الوقوف مع الحق شو ما كان ثمنه، وما بتهاب من الظُلام ولا من الطغاة، لهيك علقتلك اشارة رابعة وهيها بتزين قبرك، قبرك يلي وصيتنا ما نخلي عليه أي علامة وما يكون فيه حجر مسته النار، وهيو زي ما طلبت بس علقتلك هاد الشعار في الذكرى الثانية لمذبحة ميدان رابعة يلي مات فيها الآلاف وانجرح أضعافهم على يد العسكر المصري، لأنهم طالبوا بالحرية والكرامة بمصر، وصحيح هاد الشعار يلي سجنوني عشانها.

تنويه صغير.. في ناس ما عندها عقل وشرفهم باعوه من زمان، واحتمال يحكموا عليك بالاعدام من هاد الشعار، يعني زي ما حكموا على شهداء من قادة حماس بعد سنين من استشهادهم!!

 بابا.. حلوة الكلمة هاي كمان هههه، كتير بسمع انك كنت تساعد الناس والناس بتحبني مرات لأني ابنك ومرات بكرموني لأنك كنت كريم معهم، يمكن ما ورثت من وراك غير 10 حبات فلافل أكلتهم قبل ما يدفنوك، وأنا مش عارف، بس تركتلي سمعة قد الدنيا وتركتلي إخوان بخوض فيهم البحار والجبال وبنطلع واقفين، جد أنا فخور فيهم ويمكن بحسدوني البعض على انهم إخواني.

مش حنساك ولا بنساك، ودعواتي أكيد بتوصلك كل يوم، والأغصان يلي عندك -على القبر- ان شاء الله مش حخليها تجف إلا وأغيرلك اياها لعل الله يرحمك، بس صحيح الشجرة الجنبك بلشت تخلص.. لالا بمزح بعدها كبيرة، وكمان في شغلة جيرانك مبسوطين؟؟ قصدي جيرانك بالقبر لأني بحط عليهم أغصان خضرا زي ما بحطلك، مش انت يلي علمتنا نحط الجيران بعيونا ونخدمهم ونساعدهم ونتوصى بسابع جار، هيني زبطلك اياهم.

ما عمري حزنت ولا راح أحزن وكل مرة حجيك حكون أنجزت شي جديد واحكيلك اياه لحالك، منك بستمد قوتي ولما الكل يعارضني بحكي ربي معي وانت كمان، الجنة تليق بك يا والدي العزيز، وسألحق بك قريباً على ما يحب ربي ويرضى.

أبتي.. أنا لست مثلهم فلم أرضى الهوان ولم أُفرط بالمقدسات ولم أبع شبرا من وطني ولم أتنازل عن مبادئي فأنت من رباني بان حب الأوطان من الإيمان وانه لا مثوى لنا بعد كل هذا سوى الجنان.

14/8/2015

#بحبك 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق